إن ممارسة الصوم مريحة, وتبدد القلق والتوتر.. وهي نادرا ما تسبب الضيق .. بل انها غالبا ما تبعث الحيوية والنشاط بصورة مباشرة وسريعة .. ويروي المؤلف أن زميلا له في مشافي نيويورك اخبره أنه اكتشف أن الصوم يساعد على استرخاء العضلات المتشنجة , الامر الذي مكنه من الوصول الى أوضاع متقدمة في حركات اليوغا لولا ان الصوم لكان عليه الانتظار وقتا طويلا للوصول اليها .
ثم يتابع المؤلف حديثه عن راحة الاعصاب بالصيام فيقول :
لقد تخلينا , منذ زمن بعيد , عن اسطورة كون البدانة نوعا من انواع العافية يحسد عليها البدين .. وعرفنا أن هؤلاء البدينين لم يزد وزنهم بمثل هذه الزيادة بسبب الاستمتاع بتناول الطعام فحسب , بل إن القضايا المقلقة تؤدي عادة الى الافراط بالأكل , وهكذا دواليك .. في حين أن فقدان الوزن السريع , بواسطة الصوم , يمكن ان يبدد هذه الامور المقلقة.
وان كنا لاندري العوامل الكامنة في الصوم والتي تؤدي الى تبديد الخوف , فأن الامر المعروف هو أن الكثير من المخاوف تبدو وكأنها تختفي او تتلاشى بعد الصيام .. فلقد سمعت بتقارير عن اناس صاموا , فنبذوا ما كانوا يشعرون به من خوف من ركوب الطائرات او من الازدحام او من الظلام او من الارتفاع الشاهق !! كما ان من مرضاي – تخرج حديثا من جامعة ( هارفارد ) – وكان يتلعثم في كلامه (يتأتئ) منذ كان عمره ثلاث سنوات .. وصفت له الصيام .. وفي اليوم الخامس من صيامه توقف عن التلعثم وزالت منه العادة المزعجة زوالا نهائيا !! والمعروف أن ما يقارب نصف عدد سكان الولايات المتحدة الامريكية , يشكون من اضطرابات في نومهم فهم – احيانا او دائما – يلاقون المصاعب في الدخول في النوم او الاستمرار فيه أو في كلا الامرين معا .. في يحن أن الكثير ممن يعانون من الارق يكتشفون – خلال الصيام – او بعيده بقليل انهم اصبحوا ينعمون بنوم افضل مما كانوا عليه خلال السنوات السابقة ..
ان هذا التأثير الفعال للصوم , في تهدئة الاعصاب وأزالة الاضطرابات , يجب ان يكون مدعاة للدهشة .. فمتى عرف السبب بطل العجب ..
ذلك ان الصوم والذي وصف بأنه المهدئ الطبيعي , يهدئ الجهاز العصبي للأنسان ويريحه من القلق , الذي يعود بمعظم اسبابه الى الارق .. فتريح الاعضاء الداخلية الامر الذي يؤدي الى النوم المريح .. يضاف الى ذلك ان الكثير من حالات الارق ناجمة عن الافراط في الطعام او تناول الغذاء غير المناسب .. وفي بعض الاحيان يصاب الانسان بالأرق بسبب حرقة في المعدة او نفخة أو حموضة ناتجة عن عسر الهضم ..
وبما ان الجسم يؤدي وظائفه بكفاءة اكبر , خلال الصيام وبعيده , فأن الكثيرين من الناس يجدون انهم لايحتاجون لكثير من النوم الذي اعتادوا عليه قبل الصوم